دخل جيري فالويل في ذلك المساء دار الندوة الجديدة بوجه لا يصعب
على أي أحد أن يرى ما فيه من تغير..
ابتدرته الجماعة قائلة: ما الذي فعلت!؟.. ما نسبة نجاحك!؟.. هل
هناك نتائج إيجابية!؟
نظر إليهم بقسوة، وقال: أرى أننا نريد أن نخرج الماء من بئر
شحيحة لا تسح بقطرة.. فدعنا منهم.. ولنبحث عن منبع آخر.. فليس عند أولئك الأشحاء
شيء.
قالوا: ماذا فعلت معهم؟
قال: لقد رميتهم بكل أسلحتي.. لكنهم استغلوا بعض النصوص راحوا
يصفعون بها وجهي.. ويستغلون بها طهارة قلوب العوام ليقنعوهم بدين اللصوص وقطاع
الطرق.
قال ذلك، ثم راح يستغرق في اللاشيء المحيط به.. ابتدر أخي، ووضع
القرص في القارئ، وبدأ شريط الأحداث:
ظهر جيري فالويل في ميدان الحرية محاطا بجماعة من الناس، وهو
يقول لهم: هل تريدون وصفا جامعا لمحمد يغنيكم عن كل وصف؟
قال رجل من الجماعة: أي محمد تقصد؟ .. هل تقصد ذلك النبي الذي
ظهر في تلك الصحراء المجدبة فحولها جنة فيحاء.. وظهر في ذلك الزمن المملوء
بالظلمات، فحوله زمنا مملوءا بالأنوار؟
قال جيري: بل أقصد ذلك اللص قاطع الطريق الذي راح يستغل كل شيء
ليحقق لنفسه كل شيء.
قال الرجل: فأنت تقصد رجلا يسمى بمحمد غير النبي محمد؟
قال جيري: بل لا أقصد غير ذلك الرجل الذي استغل بساطة الناس،
فراح يدعي النبوة ليجني منها ما شاءت له نفسه من أموال وجاه.