هنا ظهر الحكيم كالنور المشرق، وصاح: أرى أنك صاحب بنك؟
قال جيري: لا.. بل أنا رجل دين.
قال الحكيم: يمكن لرجل الدين أن يملك بنكا.. لا حرج عليه في
ذلك.. لا حرج عليه في المسيحية، ولا حرج في الإسلام.
قال جيري: فلنفرض أني أملك بنكا.. ما علاقة ذلك بما نحن فيه؟
قال الحكيم: أصحاب البنوك في العادة هم الذين يعرفون مقادير
الثروات التي تخفى على سائر الناس.
قال جيري: فلنفرض ذلك.. ما علاقة ذلك بما نحن فيه؟
قال الحكيم: لذلك علاقة عظيمة.. فأنت قد ذكرت بأن محمدا إنسان
استغل النبوة لبجني من ورائها أموالا وجاها.. وصاحب المال يحتاج أن يضع ماله في
بنك ليحفظه ويزيده.
قال جيري: لا شك أنك مجنون.
قال الحكيم: لم؟
قال جيري: لأن محمدا مات منذ قرون طويلة.. ولم يكن أهل تلك
القرون يسمعون بالبنوك.
قال الحكيم: فكيف عرفت ثروة محمد.. وأنه جناها من خلف ستار
النبوة؟
قال جيري: كل شيء يدل على ذلك.. فرجل بسيط كان يرعى الغنم
بقراريط يتحول إلى زعيم عظيم تجبى إليه الأموال من كل صوب.. وتجبى إليه قبلها
القلوب لاشك أنه إنسان مستغل.. أو بتعبير آخر أكثر صراحة: لاشك أنه لص مختبئ في
ثياب نبي.
قال الحكيم: دعنا من الصراحة الوقحة.. ولنبحث في حقائق التاريخ
عن حياة محمد، وعلاقتها بما تسميه استغلالا أو لصوصية.
قال جيري: أنا لم أحكم بما ذكرت لك إلا انطلاقا من حقائق
التاريخ.