الجوع الذي ذاقه رسول الله a حتى كان يعصب الحجر على بطنه منه.
التفت إلى جيري، وقال: سأذكر لك من النصوص التي تواترت لتدل على
هذا[1]، وتنفي أي دخن قد يتسرب منه
الشيطان ليملأ القلوب بالوساوس، وسأبدأ حديثي بأقرب الناس إلى النبي a والتي ذاقت معه من حياة الزهد ما
ذاقت.
لقد ذكرت عائشة حياتها مع النبي a، فقالت: كان يأتي علينا الشهر، وما
نوقد فيه نارا، إنما هوالتمر والماء، إلا أن نؤتى باللحم[2].
وقالت:(ما شبع آل محمد من خبز بر ثلاثة أيام متتابعات، حتى قبض a)
وقالت:(ما أكل آل محمد أكلتين في يوم واحد إلا إحداهما تمر)
وقالت: توفي رسول الله a حين شبع الناس من الأسودين، التمر
والماء.
وقالت: ما شبعنا من الأسودين التمر والماء.
وقالت: والله لقد مات رسول الله a وما شبع من خبز، وزيت في يوم واحد مرتين.
وقالت: ما رفع رسول الله a غداء لعشاء، ولا عشاء لغداء قط،
ولا اتخذ من شئ زوجين لا قميصين، ولا رداءين، ولا إزارين، ولا من النعال ولا رئي
فارغا قط في بيته، إما يخصف نعلا لرجل مسكين أو يخيط ثوبا لأرمة[3].
وقالت:(والذي بعث محمدا بالحق نبيا ما رأى منخلا، ولا أكل خبزا
منخولا، منذ بعثه
[1] تعمدنا نقل الروايات
الكثيرة بتخريجها هنا لأن هناك من يناقش في مثل هذا انطلاقا من صورة رسمها لرسول
الله a راح يفرضها عليه ضاربا
بالنصوص المقدسة عرض الحائط، أما ما قد يساء فهمه من هذه النصوص، فقد ذكرنا الرد
عليه في مناسبات كثيرة.
[2] رواه البخاري ومسلم
وغيرهما.. والأقوال التي تلي قولها هذا روايات في الحديث، وقد اخترنا اعتبارها
أحاديث قائمة بذاتها.