وقال: ما شبع رسول الله a من غداء وعشاء حتى لقي ربه
[2].
وعن أبي حازم قال: قلت لسهل بن سعد: أكانت المناخل على عهد رسول
الله a؟ فقال:
ما رأيت منخلا في ذلك الزمان، وما أكل النبي a الشعير منخولا حتى فارق الدنيا،
قلت: كيف تصنعون؟ قال: (كنا نطحنها، ثم ننفخ قشرها، فيطير ما طار، ويتمسك ما
استمسك) [3]
وعن ابن عمر قال: دخلت مع رسول الله a حائطا من حيطان المدينة، فجعل يأكل
بشرا أخضر، فقال: (كل يا ابن عمر)، فقلت ما أشتهيه يا رسول الله، قال: (ما تشتهيه؟
إنه لأول طعام أكله رسول الله a منذ أربعة أيام) [4]
وعن عتبة بن غزوان قال: لقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله a ما طعامنا إلا ورق الحبلة حتى
تقرحت أشداقنا [5].
وكان a يعصب في أحيان كثيرة الحجر على بطنه من الجوع
[6].. فهل يمكن لإنسان حريص مستغل أن
يفعل هذا؟
لقد تواتر هذا عن الصحابة وسأذكر لك من الشهادات ما يدلك على
ذلك:
عن ابن عباس قال: احتفر رسول الله a الخندق وأصحابه قد شدوا الحجارة على
[6]وقد كان ذلك من عادة
العرب عند الجوع، فإذا خوى البطن لم يمكن معه الانتصاب، فيعمل الشخص حينئذ إلى
صفائح رقاق في طول الكف، أو أكثر، فيربطها على بطنه، ويشدها بعصابة فوقها، فتعتدل
قامته بعض الاعتدال، وقد قال بعض من وقع له ذلك: كنت أظن أن الرجلين تحملان البطن،
فإذا البطن هو الذي يحمل الرجلين.