كان رسول الله a ليصيب التمرة، فيقول: (لولا أخشى أنها من الصدقة لأكلتها)[1]
وعن ابن عمر أن رسول الله a وجد تمرة تحت جنبه من الليل
فأكلها، فلم ينم تلك الليلة، فقالت بعض نسائة: يا رسول الله أرقت البارحة، قال:
(إني وجدت تمرة فأكلتها، وكان عندي تمر من تمر الصدقة، فخشيت أن تكون منه)[2]
التفت إلى جيري، وقال: لاشك أن لكل مستغل حريص رصيد في البنك
يخبئه لوقت الحاجة، فهو لا يكتفي ـ لحرصه ـ بما يأكله أو يلبسه في لحظته، بل يريد
أن يضمن كل لحظة من حياته.. بل هو يسعى ليخزن من الأموال ما يكفيه لآلاف السنين.
أليس كذلك.. أم تراني خاطئا؟
قال رجل من الجماعة: بل هو كذلك.. بل من هؤلاء من يخزن المال
الذي يكفي الملايين.. بينما لم يبق من عمره إلا أيام معدودة.
قال الحكيم: أما محمد a.. فقد كان خلاف ذلك تماما.. فلم
يكن يدخر شيئا لغد [3].
وعن ابن عباس قال: نظر رسول الله a إلى أحد فقال: (ما يسرني أنه ذهب
لآل محمد، أنفقه في سيبل الله، أموت يوم أموت وعندي منه ديناران، إلا دينارين
أعدهما للدين إن كان) (
[3] أما ما روي من أنه كان
يدخر قوت سنة، فقد أجاب عنه الحافظ البجلي بقوله: سألت نعيم بن حماد قلت: جاء عن
رسول الله a أنه لم يشبع في يوم من
خبز مرتين، وجاء عنه أنه كان يعد لأهله قوت سنة، فكيف هذا؟ قال: كان يعد لأهله قوت
سنة، فتنزل النازلة، فيقسمه، فيبقى بلا شئ.
ومما يؤيد هذا ما رواه أحمد، وأبو يعلى برجال ثقات عن أنس قال: أهديت
لرسول الله a ثلاثة طوائر فأطعم
خادمه طائرا، فلما كان من الغد أتته به، فقال لها رسول الله a: (ألم أنهك أن ترفعي
شيئا لغد؟ فإن الله تعالى يأتي برزق كل غد)