في كفه، فقال: (ما ظن نبي الله لو لقي الله وهذه عنده؟)
[1]
وعن جمع من الصحابة أن رسول الله a خرج على أصحابه ذات يوم، وفي يده
قطعة من ذهب، فقال لعبد الله بن عمر: ما كان قال لربه إذا مات وهذه عنده؟ فقسمها
قبل أن يموت، والتفت إلى أحد، فقال: (والذي نفسي بيده ما يسرني أن يحول هذا ذهبا
وفضة لآل محمد، أنفقه في سبيل الله، أبقي بعد صبح ثلاثة، وعندي منه شئ، إلا شيئا
أعده لدين)، وفي لفظ: (أموت يوم أموت أدع منه دينارين، إلا دينارين أعدهما لدين أن
كان)، قال ابن عباس: فمات رسول الله a، وما ترك دينارا، ولا درهما، ولا عبدا، ولا وليدة، وترك درعه
مرهونة عند رجل من اليهود رهنا بثلاثين صاعا من شعير، كان يأكل منها ويطعم عياله
[2].
وعن بلال: قال: دخل رسول الله a، وعندي شئ من تمر، فقال: (ما هذا؟)
فقلت: ادخرنا لشتائنا، فقال: (أما تخاف أن ترى له بخارا في جهنم؟)[3]
عن عبد الله بن مسعود قال: دخل رسول الله a على بلال، وعنده صبرة من تمر،
فقال: (ما هذا يا بلال)، قال: أعددت ذلك لأضيافنا، قال: (أما تخشى أن يكون له بخار
في نار جهنم؟ أنفق بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالا)[4]
وعن عائشة قالت: قال رسول الله a: (يا بلال أطعمنا)، قال: ما عندي
إلا صبرة من خبز خبأته لك، قال: (أما إن الله يجعل له بخارا في نار جهنم أنفق ولا
تخش من ذي العرش إقلالا)[5]
[2] رواه البزار عن أبي
سعيد، والبزار، والطبراني عن سمرة بن جندب، والطبراني، والبزار بسند حسن وأحمد،
وأبو يعلى برجال ثقات والبزار وأحمد بسند حسن عن ابن عباس.