لقد حدث رسول الله a عن تلك النفس الممتلئة كرما وجودا، وكأنه يدعو كل محتاج لأن يمد يده إليه لينال من
جوده، فقال (ألا
أخبركم عن الأجود؟ الله الأجود، وأنا أجود ولد آدم، وأجودهم من بعدي رجل تعلم علما
فنشر علمه، يبعث يوم القيامة أمة وحده، ورجل جاهد في سبيل الله حتى يقتل)[1]
وقال، وقد التفت إلى أحد: (والذي نفسي بيده ما يسرني أن أحدا
يحول لآل محمد ذهبا، أنفقه في سبيل الله، أموت يوم أموت ما أدع منه دينارين، إلا
دينارين أعدهما لدين إن كان) [2]
وقال: (لو عندي مثل أحد ذهبا ما سرني أن يأتي علي ثلاث ليال،
وعندي منه شئ إلا شيئا أرصده لدين)[3]
وقد كان أصحابه والمقربون إليه يعرفون هذه الصفة فيه، ويصفونه
بها:
عن علي أنه كان إذا نعت رسول الله a قال: كان أجود الناس كفا
[4].
وكان من الصفات التي عرفه من خلالها الكل هو أنه كان أبعد الناس
عن رد أي سائل يسأله، مؤتمرا في ذلك بما أمره الله تعالى به، قال تعالى:﴿
وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ﴾
(الضحى:10)
لقد كانت الصفة التي عرف بها النبي a.. عرفه بها جميع الناس.. أنه لا
يسأل شيئا إلا أعطاه.