قال أنس: ما سئل رسول الله a على الإسلام شيئا إلا أعطاه[1].
وقد ذكر نموذجا لذلك، فقال: فسأله رجل غنما بين جبلين فأعطاه
إياها، فأتى قومه فقال: يا قوم أسلموا، فوالله إن محمدا ليعطى عطاء من لا يخاف
الفقر[2].
قال أنس: وإن كان الرجل ليجئ إلى رسول الله a وما يريد بذلك إلا الدنيا، فما
يمسي حتى يكون دينه أحب إليه من الدنيا وما بينها [3].
وعن علي قال: كان رسول الله a إذا سئل عن شئ، فأراد أن يفعله
قال: (نعم) وإن أراد ألا يفعله سكت، وكان لا يقول لشئ لا [4].
عن سهل بن سعد قال: كان رسول الله a حييا لا يسأل شيئا إلا أعطى
[5].
وعن سهل بن سعد أن امرأة جاءت النبي a ببردة منسوجة فيها حاشيتها، قال
سهل: أتدرون ما البردة؟ قالوا: الشملة، قال: نعم، قالت: نسجتها بيدي لأكسوكها
فخذها، فأخذها النبي a
محتاجا إليها، فخرج إلينا وإنها لإزاره فقال الأعرابي: يا رسول الله بأبي أنت وأمي
هبها لي، فقال: (نعم)، فجلس ما شاء الله في المجلس، ثم رجع فطواها فأرسل بها إليه،
ثم سأله، وعلم أنه لا يسأل شيئا فيمنعه، قال: والله إني ما سألته لألبسها، إنما
سألته لتكون كفني، رجوت بركتها حين لبسها رسول الله a، قال سهل: فكانت كفنه[6].
[4] رواه الخرائطي،
والطبراني، و المراد من عدم قوله:( لا) ما يفهم منها عدم الإعطاء مع القدرة عليه،
أما إذا كانت من باب الاعتذار، فلا حرج في ذلك، وقد قالها a، ففي القرآن الكريم
حكاية عن النبي a:﴿
وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا
أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً
أَلّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ﴾ (التوبة:92)