وعنه أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله a فأعطاهم، ثم سألوهم فأعطاهم، وقال:
(ما يكون عندي من خير، فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه
الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء هو خير، وأوسع من الصبر)
[2]
وعن جبير بن مطعم أنه بينما هو مع رسول الله a، ومعه الناس، مقبلا من حنين علقت
برسول الله a
الأعراب يسألونه، حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه، فوقف رسول الله a فقال: (أعطوني ردائي، فلو كان لي
عدد هذه العضاة نعما لقسمته عليكم لا بخيلا، ولا كذابا، ولا جبانا)
[3]
وعن أنس أن رسول الله a عام حنين سأله الناس، فأعطاهم من
البقر والغنم والإبل، حتى لم يبق من ذلك شئ فقال رسول الله a: (ماذا تريدون؟ أتريدون أن
تبخلوني؟ فوالله ما أنا ببخيل، ولا جبان، ولا كذوب)، فجذبوا ثوبه حتى بدت رقبته،
فكأنما أنظر ـ حين مد يدا من منكبه ـ شقة القمر من بياضه) [4]
وعن عبد الله بن عمر أن رسول الله a قال: (لو أن لي مثل جبال تهامة
ذهبا لقسمته بينكم، ثم لا تجدوني كذوبا ولا بخيلا) [5]
وعن سهل بن سعد قال: حكيت لرسول الله a حلة أنمار صوف أسود، فجعل حاشيتها
بيضاء، وقام فيها إلى أصحابه، فضرب بيده إلى فخذه فقال: (ألا ترون إلى هذه ما
أحسنها!) فقال أعرابي: يا رسول الله بأبي أنت وأمي هبها لي، وكان رسول الله a لا يسأل