قال: أجل.. وقد ذكر الله تعالى ذلك، منبها عباده إلى هذه الأنواع من
الفتن، حتى يدخلوا كل شيء عن بينة، قال تعالى:﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ
يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ
أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ
ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ (الحج:11)
فقد أخبر الله تعالى أن في إخباره عن عدد الملائكة الموكلين
بجهنم كان فتنة للخلق، وكان تأثير هذه الفتنة مختلفا على حسب قابلية كل شخص وتعامله
مع إخبارات الله.
أما المؤمنون فزادتهم إيمانا إلى إيمانهم، وعرفوا أن قدرة الله
التي لا يعجزها شيء لا تعجز عن مثل هذا، بل اعتبروا هذا من دلائل القدرة التي
تزيدهم إيمانا إلى إيمانهم.
أما السطحيون البسطاء في تفكيرهم الغارقون في أوحال التشبيه،
فاعتبروا ذلك سندا شرعيا لكفرهم.
وقد ورد في السيرة ذكر بعض آثار هذه الفتنة على الكافرين، قال
ابن عباس:(لما نزل قوله تعالى:﴿ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ﴾ (المدثر:30) قال أبو جهل لقريش:(ثكلتكم
أمهاتكم! أسمع ابن أبي كبشة يخبركم أن خزنة جهنم تسعة عشر، وأنتم الدهم - أي العدد
- والشجعان، فيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا بواحد منهم!)