وقال أبو الأسود بن كلدة الجمحي:(لا يهولنكم التسعة عشر، أنا
أدفع بمنكبي الأيمن عشرة من الملائكة، وبمنكبي الأيسر التسعة، ثم تمرون إلى الجنة)
؛ يقولها مستهزئا.
وقال آخر:(أنا أكفيكم سبعة عشر، واكفوني أنتم اثنين)
وقال آخر:(أفيعجز كل مائة منكم أن يبطشوا بواحد منهم، ثم تخرجون
من النار؟)
قال: فقس هذا على كل ما ذكره أحفاد أبي جهل وأبي لهب..
قلت: أمر هؤلاء أخطر بكثير..
قال: وما خطره؟
قلت: لم يكن لأبي جهل قناة فضائية، ولم يكن لأبي لهب موقعا
إليكترونيا، ولم يكن لهما ولا لغيرهما ما لأهل عصرنا من الطاقات التي تحتار فيها
الشياطين.
قال: ولم يكن لرسول الله a ولا لمحبيه في ذلك الوقت شيء من ذلك..
قلت: ماذا تقصد؟
قال: إن عدل الله الذي وضع الحجب حتى لا يدخل دار الطيبيبن إلا
الطيبون صحبته رحمة الله.. فلذلك لم يترك للشر المجال وحده.. بل وضع مع الشر خيرا
كثيرا لينسخه ويمسخه.. فمن التفت إليه غلب خيره شره، ومن لم يلتفت إليه حجب بالشر
عن الخير.
قلت: ولكن الحملة في عصرنا شعواء.. والحرب مريرة.. لقد وضعوا أطهر
خلق الله في قفص الاتهام.
قال: هم لا يفعلون إلا ما فعله المشركون والكفار في زمن رسول الله a وفي كل زمان.. ألم يحك الله عن
المشركين تلك الشبهات الكثيرة التي طرحوها ووضعوا الخطب الطويلة في إثباتها؟