قاطعني، والدموع تفيض من عينيه قائلا: أرأيت.. إن ربي يخاطبني،
ويخاطب كل تلك الجموع التي راحت تشوه الحقائق التي نطقت بها كل دلائل الأكوان.. إن
هؤلاء الجاحدين لو فتحت لهم أبواب السماء.. فعرجوا إليها.. ورأوا جمالها.. لارتدوا
يكذبون أبصارهم .. ويكذبوا الحقائق التي رأوها رأي العين.
قلت: نعم.. فمع أن حياة رسول الله a تمثل قمة الزهد وقمة العفاف نجد من
قومنا من يرمونه بالجاري وراء شهواته.. وهو الذي لم تستقر به أرض.. وهو الذي تفطرت
قدماه من السجود.. واغبرتا من السير في سبيل الله.. وأدميتا من الأذى في سبيل
الله.
وهو الذي عصب الحجر على بطنه من الجوع.. ولم يعرف الفنادق التي
يعرفونها، ولا الليالي الحمراء التي يعيشونها.. فليله قيام، ونهاره جهاد وصيام
وطاعة تقصر عنها الجبال.
قال: إن الشياطين التي تملأ عليهم قلوبهم حجبتهم عن كل ذلك.. فلم
يروا إلا