ما يعتبر ما فعلته مجرد خدعة لها أصولها، وكيفيتها.. ولذلك لم
تنخدعوا..
نعم.. أثار ذلك تعجبكم، ولكنكم في نفس الوقت تعلمون أن المنديل
منديل.. هو هذا المختفي داخل كمي.. وأن الحمامة كنت أيضا أخفيها بطريقتي الخاصة..
وقد استطعت بما تعلمته من أساليب الخداع أن أحول في أبصاركم المنديل حمامة.
ولكن.. لو كان بينكم أغرار أو مغفلون أو صغار لم تنضج عقولهم،
فإنهم سينخدعون.. أليس كذلك؟
قالت الجماعة: بلى.. فهات خدعة أخرى.. وعلمنا من أسرارها ما
علمتنا من أسرار هذه الخدعة.
قال: هناك خدعة تحتاج منكم صبرا كثيرا لتعلمها.
قالوا: هاتها.
قال: لقد تعلمت هذه الخدعة من رجل ظهر في بلاد العرب قبل أكثر
من أربعة عشر قرنا.. كان اسمه محمد..
تعجبت الجماعة، وقال بعض المسلمين منهم: أتقصد رسول الله.. ذلك
الصادق الأمين الذي امتلأت الأرض رحمة وجمالا ونورا بمحياه.
التفت إليه فرانكلين، وقال: لاشك أنك من الأغرار الذين استطاع
محمد أن يلعب بعقولهم.. فيحول من المنديل الأبيض الذي لا حياة فيه حمامة كتلك
الحمامة التي أخرجتها لكم.
قال الرجل: ولكن محمدا رجل من أهل الله، أوحى الله إليه.. وكان
ذلك الوحي هو النور الذي اهتدت به أجيال طويلة من الإنسانية.. بل لا تزال تهتدي..
بل إن الظمأ يصيبها أو يقتلها إن هي أعرضت عنه.
قال فرانكلين: لقد ذكرت لك أن محمدا لم يكن سوى مخادع أو ساحر
لا يختلف