قال الرجل: ولكنه أتى بقرآن معجز.. لا تزيده الأيام إلا إعجازا.
قال فرانكلين: لقد استطعت مع مجموعة من أصدقائي أن آتي بكتاب
مثل القرآن.. نعم.. هو لم ينتشر بعد انتشار القرآن.. ولم يشتهر اشتهاره.. ولم يذب
في الألسن ذوبانه.. ولكن الأيام وحدها كفيلة بأن تجعل له من القوة ما يبز به قرآن
محمد[1].
قال الرجل: فاقرأ علينا من قرآنك ما يملؤنا بالخشوع الذي ملأنا
به قرآن محمد a.
استجمع فرانكلين كل ما تعلمه من فنون الخداع، وراح يمثل صورة
الخاشع المتبتل، وبصوت ممتلئ بحشرجة الدموع راح يقرأ: (بسم الأب الكلمة الروح
الإله الواحد الأوحد، مثلث التوحيد، موحد التثليث ما تعدد) (زعمتم بأننا قلنا: قاتلوا الذين لا يدينون دين الحق من الذين
أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون.. يا أهل الضلال من عبادنا: إنما
[1] أشير هنا إلى ما يسمى
(الفرقان الحق) وهو الكتاب الذي يوزع في بعض بلادنا الإسلامية ويبث على عشرات
المراقع على شبكة الإنترنت ويعرض على أنه القرآن البديل لقرآن المسلمين.. وهذا
الكتاب لم يدع شيئا من الإسلام إلا ونال منه سواء على المستوى الديني أو السلوكي
أو الاجتماعي.
وسُوَر هذا الفرقان كلها هجومٌ وفُحْش على سيد الأنبياء والمرسلين،
وتسفيهٌ لكل شىء جاء به الإسلام من توحيدٍ ونعيمٍ أُخْرَوِىّ وصلاةٍ وصيامٍ وحجٍّ
وجهادٍ وطهارةٍ وتشريعاتٍ أسريةٍ …
وقد اشتمل هذا الكتاب على: المقدمة والبسملة والخاتمة ثم سبعا وسبعين
سورة، وكل سورة تتكون من عدد من الآيات، وقد اشتملت هذه السور على موضوعات تكاد
تكون مكررة في كل سورة بصورة مملة.