دين الحق هو دين الإنجيل والفرقان الحق من بعده، فمن ابتغي غير
ذلك دينا فلن يقبل منه فقد كفر بدين الحق كفر) (سورة الجزية: 12، 13)
ثم نظر للجمع، فلم ير دمعة واحدة تسقط من عيونهم.. فزاد من درجة
خشوعه، وراح يقرأ:(ولقد أنزلنا الفرقان الحق وحياً، وألقيناه نوراً في قلب صفينا
ليبلغه قولاً معجزاً بلسان عربي مبين، مصدقاً لما بين يديه من الإنجيل الحق
صِنْواً فاروقاً محقاً للحق، ومزهقاً للباطل وبشيراً ونذيراً للكافرين)(التنزيل 4،
5)
لم يلاحظ أي تأثر على وجوه الجمع المحيط به.. فضم إلى خشوعه
ترتيلا كترتيل المسلمين للقرآن، وراح يقرأ:(واصطفيناه وشرحنا صدره للإيمان وجعلنا
له عيناً تبصر وأذناً تسمع وقلباً يعقل، ولساناً ينطق، وأوحينا إليه بالفرقان
الحق، فخطه في سبعة أيام وسبع ليال جليداً) (الشهيد:2).. (لقد طوعت لكم أنفسكم
قتل صفينا شاهدين على أنفسكم بالكفر، أفتقتلون نفساً زكية، وتطمعون برحمتنا وأنتم
المجرمون، لا جرم أنكم في الدنيا والآخرة أنتم الأخسرون، وختمتم بدمه آية تُكْوى
بها جباهكم وتشهد عليكم بأنكم كفرة مجرمون، وأنه الصفي الأمين، وأن الفرقان الحق
هو كلمتنا وهو الحق اليقين، ولو كره الكافرون) (الشهيد: 6: 8).. (فرقان حق صنو الإنجيل الحق الذي كلمنا به
آباءكم وذكري للمدكرين)(الإعجاز:2).. (ونحن الله الرحمن الرحيم ثالوث فرد إله واحد
لا شريك لنا في العالمين) (الثالوث:6).. (إنما صلبوا عيسي
المسيح ابن مريم جسدا بشرا سويا وقتلوه يقينا) (الصلب:10).. (إن أهل الضلال من عبادنا أشركوا بنا شركاً
عظيماً فجعلونا تسعة وتسعين شريكا ًبصفات متضاربة وأسماء للإنس والجان يدعونني بها
وما أنزلنا بها من سلطان، وافتروا علينا كذباً بأنا الجبار المنتقم المهلك المتكبر
المذل، وحاشا لنا أن نتصف بإفك المفترين ونزهنا عما يصفون) (الثالوث 8: 10).. (وقام منكم ناعٍ ينعق بنقمة الباطل على
الحق، وحقد الكفر على الإيمان، ونصرة الشر على الخير، فكان لوحي الشيطان سميعا) (المسيح:15).. (والذين آمنوا بالإنجيل