قال فرانكلين: أجل.. فما هو الواقع الذي أنجزه محمد غير سفك
الدماء؟
قال الحكيم: سفك الدماء موجود في كل واقع.. ولهذا لا ينبغي أن
ننحجب بالدماء عن الحقائق.
قال فرانكلين: فمن الشهود الذين تريد أن تستقدمهم ليشهدوا لمحمد
بالنصيحة، ويجنبوه عار الغش؟
قال الحكيم: سأكتفي بشاهدين كلاهما تسلم له العقول السليمة،
وكلاهما تذعن له.
قال فرانكلين: من هما؟
قال الحكيم: الدين والواقع
قال فرانكلين: وكيف يحق لهذين أن يشهدا؟
قال الحكيم: الدين هو الأصول والفروع التي جاء بها محمد..
والواقع هو تأثير تلك الأصول والفروع في البيئة التي آمنت بها وطبقتها[1].
التفت إلى فرانكلين، وقال: إن شئت مثالا يدلك على هذا.. فاذهب
إلى الصيدلي، واسأله عن الشهادات التي تثبت مصداقية أي دواء من الأدوية، فسيذكر لك
أنهما اثنان: احتواء الدواء في نفسه على عناصر الشفاء.. وظهور النتائج الواقعية
الدالة على جدواه.
الدين:
قال فرانكلين: فحدثني عن نصيحة الدين الذي جاء به محمد.
قال الحكيم: أنتم ـ معشر المسيحيين ـ تفخرون على الديانات جميعا
بتلك الوصايا التي وردت في الكتاب المقدس، وتكادون تستدلون بها وحدها على صدق ما
ورد في الكتاب
[1] أكثر رسائل السلسة
تحاول البرهنة على هذا، وينظر بصفة خاصة لتأثير الإسلام في الواقع الإنساني رسالة
(ثمار من شجرة النبوة)