وقدم لذلك أيضا بنفي الأسس التي تقوم عليها تصورات المجاهلية
المتعلقة بالمتبنين، قال تعالى:﴿ مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ
قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ
مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ
قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ
(4) ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ
تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ
عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ
قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (5)﴾ (الأحزاب)، وفي نفس
السورة ينفي الله تعالى أن يكون محمد أبا لأحد من الناس غير ما رزقه الله من
أولاد، قال تعالى:﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ
وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ
عَلِيمًا (40)﴾ (الأحزاب)
التفت الحكيم إلى فرانكلين، وقال: ألستم تراعون السياق في نقدكم
للنصوص، وتعاملكم معها، فخذوا بهذا المقياس هنا، لتنفوا من الوساوس ما تريد
الشياطين أن تمررها عبركم؟
فهذه الآيات تنهى رسول الله a أن ينساق وراء ما تمليه عليه
الرحمة التي جبله الله عليها، والتي جعلته يخاف أن ينال أي أحد عذاب الله حتى لو
كان كافرا، فلذلك كان يستغفر