قال رجل من الجمع: حدثتنا عن الكذب والغش والاحتيال، وعرفنا أن
محمدا أبعد الناس عنها، فحدثنا عن الكسل وعلاقته بالاحتيال.
قال الحكيم: من أكبر دواعي الاحتيال الكسل.. فالمحتال عجز أن
يأتي الأمور من أبوابها، فراح يحتال على الدخول عليها من نوافذها.
قال فرانكلين: وهل رأيت محمدا حتى تستطيع تنزيهه عن هذا؟
قال الحكيم: من عرف سيرة محمد a التي ذكرت فيها أدق التفاصيل لا
يعجز أن ينزه محمدا عن هذا.
قال فرانكلين: لا أرى من تفاصيل محمد إلا أن له زوجات كثيرات،
وكان يتردد بين بيوتهن.. وهذا هو الكسل بعينه، فكيف تنزه محمدا عنه.
قال الحكيم: ألستم تتهمون محمدا بأنه خاض حروبا كثيرة؟
قال فرانكلين: أجل.. لقد كانت كل حياته في المدينة حروبا وغزوات
لم يستقر فيها لحظة واحدة.
قال الحكيم: ألا ترى أنك متناقض فيما تقول؟.. لقد كنت تزعم أن
محمدا a لا هم
له إلا الطواف على بيوت زوجاته، ثم أنت الآن تذكر أنه لا يستقر به المقام دون خوض
الحروب[1].
سكت فرانكلين، فقال الحكيم: لا بأس.. سأكتفي بذكر أربعة شواهد
تدلك على أن محمدا a
كان أبعد الناس عن الكسل، وما يمليه الاحتيال من الكسل.
[1] للأسف نجد مثل هذه
التناقضات الكثيرة في الحاقدين على رسول الله a، فهم يصفون بأوصاف مختلفة متناقضة
يدرك أي عقل تناقضها.