responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 282

والعاصي بن وائل، والأسود بن المطلب وأمية بن خلف رسول الله a، فقالوا: يا محمد هلم فلتعبد ما نعبد ونعبد ما تعبد، ولنشترك نحن وأنت في أمرنا كله، فإن كان الذي نحن عليه أصح من الذي أنت عليه كنت قد أخذت منه حظاً، وإن كان الذي أنت عليه أصح من الذي نحن عليه كنا قد أخذنا منه حظاً فأنزل الله:﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ حتى انقضت السورة [1].

وفي حديث آخر عن ابن عباس أن قريشاً قالت: لو استلمت آلهتنا لعبدنا إلهك فأنزل الله:﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ السورة كلها[2].

التفت الحكيم إلى فرانكلين، وقال: ألا ترى أن ما عرضه عليه المشركون فرصة عظيمة كان يمكنه استثمارها ليحولهم إلى صفه، فإن تحولوا فبها ونعمت، وإن لم يتحولوا عاد إلى أسلوبه الطبيعي الذي بدأ به؟

سكت فرانكلين، فقال الحكيم: لقد اختار محمد a أن يسير في دعوته بحسب ما سن الله له من أسلوب حتى يحافظ على صفاء الدعوة، وحتى لا تصبح الغاية مبررا للوسيلة.

ولذلك، فإن محمدا a في جميع مراحل حياته الدعوية لم يجر وراء أي مكسب سريع وهين إذا كان وراءه تفريطا في جزء بسيط من الرسالة التي كلف بها.

وحسبك ما ذكرته لك من آيات العتاب التي عاتب الله فيها نبيه a حين انصرف إلى المستكبرين يدعوهم طمعا في أن يفتح الله على البسطاء بسببهم، فنهي عن ذلك، وأمر بالعودة للمستضعفين.

الشاهد الثاني:

قال رجل من الجمع: وعينا هذا الشاهد واقتنعنا به، فحدثنا عن الشاهد الثاني.

قال الحكيم: لقد نص الله تعالى على هذا الشاهد في قوله:﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ


[1] رواه ابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف.

[2] رواه عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه.

نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست