به، فقال: بل أنتم فقولوا لأسمع فقالوا: نقول كاهن فقال: ما هو
بكاهن لقد رأيت الكهان فما هو بزمزمة الكاهن وسحره فقالوا: نقول مجنون فقال: وما
هو بمجنون ولقد رأينا الجنون وعرفناه فما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته قال:
فنقول شاعر قال: فما هو بشاعر قد عرفنا الشعر برجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه
فما هو بالشعر قال: فنقول: ساحر قال: فما هو ساحر قد رأينا السحار وسحرهم فما هو
بنفثه ولا عقده فقالوا: ما تقول با ابا عبد شمس قال: والله ان لقوله لحلاوة وان
أصله لمعذق وأن فرعه لجنى فما أنتم بقائلين من هذا شيئا إلا عرف أنه باطل وأن أقرب
القول لأن تقولوا ساحر فتقولوا هذا ساحر يفرق بين المرء وبين أبيه وبين المرء وبين
أخيه وبين المرء وبين زوجته وبين المرء وعشيرته فتفرقوا عند ذلك، فجعلوا يجلسون
للناس حين قدموا الموسم لا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه وذكروا لهم أمره[1].
التفت إلى جيري فاينز، وقال: أنت ترى قومه قد احتاروا فيما
ينسبوه إليه مما يصرف الناس عنه، فلو علموا أنه كان يصرع ويصيبه المصروع من تخبط
يسكتون عن هذا.. خاصة وأنهم كانوا يعتبرون الصرع من الأمراض الشيطانية المنفرة؟
قال جيري فاينز: لعل قومه لم تكن لديهم معرفة مفصلة بالصرع،
فلذلك توقفوا عن رميه به.
قال الحكيم: ولكنهم كانوا يعرفونه؟
قال جيري فاينز: ربما كانوا يعرفون نوعا واحدا.. فللصرع أنواع
كثيرة.
قال الحكيم: فصفها لي لنرى مدى انطباقها على محمد a.
قال جيري فاينز: منها الصرع الأصغر، ومن أعراضه: السرحان..
وفقدان الذاكرة.. وفقدان الكلام، أو الكلام غير المفهوم.. وتوقف الجسم عن أي حركة
تليها رمشات في