بدئ به رسول الله a من الوحى الرؤيا الصالحة فى النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا
جاءت مثل فلق الصبح)[1]
بل قد ورد التصريح بذلك، ففي الحديث: قال رسول الله a :(رؤيا الأنبياء وحى)[2]
بل قد نص القرآن على هذا عند ذكره لرؤيا إبراهيم u فى المنام من ذبح ولده إسماعيل u، قال تعالى:﴿ فَلَمَّا
بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي
أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ
سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102)﴾ (الصافات)
ومن الرؤى التي رآها رسول الله a، وقص علينا القرآن الكريم قصتها ما
نص عليه قوله تعالى:﴿ إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً
وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ
وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ (لأنفال:43)، ففى غزوة بدر واجه المسلمون
المشركين فى أول واقعة حربية حاسمة، وكان المشركون ضعف عدد المسلمين، وقد وقعت
رؤيا لرسول الله a
شاهد فيها المشركين قلة قليلة، فأخبر أصحابه يومئذ بذلك، فكان ذلك تثبيتاً لهم.
ومن الرؤى التي قصها القرآن الكريم ما نص عليه قوله تعالى:﴿
لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ
الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ
لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً
قَرِيباً﴾ (الفتح:27، فقد أخبر الرسول a صحابته فى العام السادس للهجرة
بأنه رأى المسلمين داخلين المسجد الحرام فى أمن تام مؤدين المناسك.
ولما سار المسلمون، ووصلوا إلى الحديبية لم يشك جماعة منهم أن
الرؤيا النبوية