وقد أشار إلى هذه الصورة قوله تعالى:﴿ وَلَقَدْ رَآهُ
بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ﴾ (التكوير:23)
أما المرة الثانية، فقد حصلت في السماء عند سدرة المنتهى ليلة
المعراج، وقد نص عليها قوله تعالى:﴿ وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)
عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ
يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى
(17)﴾(النجم)
أما الحالة الثالثة المرتبطة بهذا النوع من الوحي، فهي أن يأتى
جبريل u على
صورته الملائكية من غير أن يرى، أى أنه يأتى خفية فيتلبس بالنبى a ويتغشاه.
ويصحب مجيئه في هذه الحالة شدة يراها كل من حضر الوحي، ويكون
مجئ الملك بصوت يشبه صلصلة الجرس، فيوحى إليه بما شاء الله وحيه، وقد دل على ذلك
قوله a لما
سئل كيف يأتيك الوحى؟ قال:(أحياناً يأتينى مثل صلصلة الجرس، وهو أشده على فيفصم
عنى، وقد وعيت عنه ما قال)[1]
وفى رواية: سئل a هل تحس بالوحى؟ فقال:(أسمع صلاصل، ثم أسكت عند ذلك، فما من
مرة يوحى إلى إلا ظننت أن نفسى تقبض)[2]
ووصف الحاضرون حاله عند نزول الوحي، فقالوا:(ولقد رأيته ينزل
عليه الوحى فى اليوم الشديد البرد، فيفصم عنه، وإن جبينه ليتفصد عرقاً)[3]
التفت الحكيم إلى جيري فاينز، وقال: أظن أن هذا هو ما كنت تبحث
عنه.
قال جيري فاينز: أجل.. فهذه الحالة لا أتصور إلا أنها صورة من
صور الصرع، أو عرض من أعراضه.
قال الحكيم: قبل أن أناقشك في هذا اسمح لي أن أقرأ عليك ما ورد
في الإنجيل عن