عن شدة حزن النبي a بسبب صدود قومه عن الإسلام، وإعراضهم عن الإيمان؛ وهما تبينان
كيف كان اهتمام الرسول الكريم a بدعوة الناس إلى الله، وحرصه الشديد على إخراج الكافرين من
الظلمات إلى النور.
وهذا خاطر طبيعي للنبي الإنسان البشر الذي يعلن القرآن على
لسانه a
اعترافه بأنه بشر في قوله ـ رداً على ما طلبه منه بعض المشركين ـ:﴿
وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا
(90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ
خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا
كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ
لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ
لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ
رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93)﴾(الإسراء)
انظر.. لقد أمر النبي a بأن يرد عليهم متعجبا مما طلبوه
ومؤكداً أنه بشرٌ لا يملك تنفيذ مطلبهم:﴿ هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا
رَسُولًا ﴾
أمراض روحانية
قال رجل من القوم: لقد أجبته عن شبهة الأمراض العصبية والنفسية،
فأجبه عن شبهة الأمراض الروحانية.
قال جيري فاينز: أجل.. فإن سهل عليك أن تجيب عن ذلك النوع من
الأمراض، فإنه يستحيل عليك أن تجيب عن هذا النوع منها.
فإن طلبت الدليل، فلن يعز علي طلب الدليل.. ولن أستشهد هنا بما
قال المستشرقون.. لا بروكلمان.. ولا غير بروكلمان.. بل سأستشهد بتاريخ محمد نفسه..
التاريخ الذي روي في كتب التفسير.