لقد روى المفسرون أنه بعد نزول:﴿ أَفَرَأَيْتُمُ
اللَّاتَ وَالْعُزَّى﴾ (لنجم:19) ألقى الشيطان في قلب
محمد ـ نتيجة تمنيه ألا ينزل عليه ما يغضب قومه من قريش، لأنه كان يطمع بإسلام بعض
وجهائهم ـ بعض الكلمات، فاعتقد أنها من الوحى، فطلب من كتبه الوحى تسجيلها
وكتابتها فى نص القرآن، وكانت تلك الكلمات هي:(أفرأيتم اللات والعزى، تلك الغرانيق
العلى، وإن شفاعتهن لترتجى)[1]
وقد روى هؤلاء المفسرون أن القرشيين من المشركين سروا بذلك،
وسجدوا مع محمد فى الصلاة، ولكن بعد فترة نزل جبريل، وعاتب الرسول، وصحح الآية،
ناسخاً ما ألقى الشيطان.
ومما يدلك على صدق هذه الرواية ما ورد في القرآن من نهي محمد عن
الوقوع في الشرك الذي تسلط الشيطان به عليه.. ففي القرآن:﴿ وَلا
يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى
رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ (القصص:87)، وفيه:﴿ وَلا تَدْعُ
مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ
إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ﴾
(يونس:106)، وفيه:﴿ وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا إِلَهَ
إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ
تُرْجَعُونَ﴾ (القصص:88
وهذا ليس خاصا بهذه الحادثة.. فقد ذكر القرآن أن الشيطان يمكن
أن يتسلط على الأنبياء.. ففيه:﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ
رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي
أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ
اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾(الحج:52)
قال الحكيم: هذه قصة مكذوبة على نبينا.. ولا يصح لباحث عن
الحقيقة أن يعتمد على الأكاذيب في التعرف عليها.
قال جيري فاينز: وما يثبت لنا كذبها؟
[1] سنرى المصادر التي روت
هذه الرواية بتفصيل عند مناقشتنا لسندها، وننبه إلى أنا كنا قد رددنا بإجمال على
هذه الشبهة في (الكلمات المقدسة) فصل (الربانية)