سكت قليلا، ثم قال: ليس ذلك فقط.. إن المسيحية استفادت من كل
الديانات والفلسفات التي وجدت في العهود الأولى للمسيحية.. ولم تكن لتستفيد منها
لو لم تكن تعترف بها.
قالوا: كل ما ذكرت صحيح.. ونحن نؤمن به.
قال نيقتاس: فقارنوا بين هذه المواقف المتفتحة وموقف الإسلام من
الآخر.. افتحوا القرآن لتجدوا هذه الآية:﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ
الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ
الْخَاسِرِينَ﴾ (آل عمران:85)، إن هذه الآية تعتبر
كل دين غير دين الإسلام لغو.. وأن الله لن يقبل من عباده إلا الإسلام.
ليس ذلك فقط.. فالقرآن يسمي غير المسلمين كفارا، وهو يأمر محمد
بالتميز التام عنهم.. اقرأوا سورة تسمى (سورة الكافرون).. سأقرأها عليكم .. لتروا
موقف المسلمين من غيرهم..:﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا
أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا
أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5)
لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)﴾ (الكافرون)
أخرج الكتاب المقدس من جيبه، وقال: فتشوا هذا الكتاب سفرا سفرا،
فلن تجدوا فيه سفرا يسمى (سفر الكافرين)
لكن القرآن مليء بتوعد الكفار ـ كما يسميهم ـ وتهديدهم بالنار
التي يخلدون فيها أبد الآباد.. اسمعوا هذه الطلقات النارية التي أطلقها القرآن في
وجوه المؤمنين ليعبسوا في وجوه الكافرين..:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ
أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُبِيناً﴾ (النساء:144).. ﴿ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ
بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ
إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ (المائدة:51).. ﴿ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً
وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ
أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (المائدة:57).. ﴿ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ