كلما أصابه الأذى يقول:(رحم الله أخي موسى لقد أوذي بأكثر من
هذا فصبر)[1]
وعندما أراد الصحابة تزيين مسجد رسول الله a، نهاهم، واعتل لذلك بعدم مخالفته
لما كان عليه موسى u، ففي الحديث: قالت الأنصار: إلى متى يصلي رسول الله a إلى هذا الجريد، فجمعوا له دنانير،
فأتوا بها النبي a،
فقالوا: نصلح هذا المسجد ونزينه، فقال: ليس لي رغبة عن أخي موسى، عريش كعريش موسى)[2]
بل إن النبي a كان يدعو الله بما دعا به موسى u، عن أسماء بنت عميس قال: رأيت رسول
الله a بإزاء
ثبير وهو يقول:(أشرق ثبير، أشرق ثبير، اللهم إني أسألك بما سألك أخي موسى أن تشرح
لي صدري، وأن تيسر لي أمري، وأن تحل عقدة من لساني يفقهوا قولي، واجعل لي وزيرا من
أهلي هرون أخي أشدد به أزري، وأشركه في أمري، كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت
بنا بصيرا)[3]
التفت إلى نيقتاس، وقال: هذا ليس خاصا بموسى u فقط.. بل كل الأنبياء لهم حرمة
ومكانة عظيمة في نفس رسول الله a، وفي نفس كل مؤمن.. بل إن النبي a أمر بالاقتداء بهم والاهتداء
بهديهم، قال تعالى:﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ
اقْتَدِهْ ﴾ (الأنعام:90)
ولذلك لن تجد أي مسلم يحمل تلك التصورات المشوهة التي يحملها
قومك عن الأنبياء.. ولن تجد أي مسلم يستطيع أن يتخيل أن نبيا من الأنبياء يمكن أن
يقع في المعصية.
سكت قليلا، ثم قال: ليس هذا خاصا بالأنبياء المذكورين في القرآن
الكريم، والذين اقتصر القرآن الكريم على ذكرهم باعتبارهم نماذج فاضلة عن القضايا
التي يدعو إليها، وإنما كل الأنبياء.. من نعرفهم ومن لا نعرفهم.. لهم هذه الحرمة
في نفس المؤمن.. قال تعالى: