سكت الحكيم قليلا، وقال: لقد كان لهذه المفاهيم الحضارية
تأثيرها الكبير في حضارة المسلمين.. فهي الحضارة الوحيدة التي ساهمت فيها جميع
الأعراق والألوان واللغات.. وهي الحضارة الوحيدة التي وجهت كل إبداع مهما اختلف
العرق الذي انطلق منه وجهة إنسانية رفيعة لا مكان فيها للعرقية ولا للعنصرية ولا
للانطواء على الذات..
وقد بدأ ذلك من عهد رسول الله a.. فرسول الله a كان متفتحا على كل شعوب الأرض في
خطابه لها، أو في استفادته منها، أو في تعامله معها.
بعد أن انتهى الحكيم من حديثه لم يجد (فرانكلين جراهام) ما
يقوله.. ولذا سار مطأطئ الرأس، متغير الوجه، خارج ميدان الحرية ليترك الجماعة
ملتفة حول الحكيم تسأله ويجيبها..
التفت إلى أصحابنا المستغرقين في مشاهدة ما حصل في ساحة
الحرية.. فرأيت وجوههم كالحة عابسة عليها غبرة ترهقها قترة.
أما أنا.. فقد تنزلت علي حينها أنوار جديدة اهتديت بها بعد ذلك
إلى شمس محمد a.