في مساء اليوم الثامن.. وفي دار الندوة الجديدة.. دخل (بات
روبرتسون)[1].. وهو في أصله قسيس إنجيلي يمتلئ
بغضا لمحمد a من
أخمص قدمه إلى مفرق رأسه، وكأن بغض كل من يبغض محمدا a قد عجن عجنا محكما، ثم شكل منه
قالبه.. ولكنه جاء في ذلك المساء بوجه غير الذي ذهب به.
لقد كنت أعرف هذا الرجل من قبل.. وهو مع كونه قسيسا إلا أنه كان
متفتحا إلى درجة التطرف في تفتحه.. فهو يريد ألا ينضبط بأي ضابط، أو يلتزم بأي
قانون، ولكنه يقع تحت ضغط قوانين كثيرة تفرض عليه فرضا.. ثم يحاول أن ينقلب عليها،
ولكنه يقع في انقلاب على نفسه وعلى من يحيط به، فلهذا كان مشوشا غاية التشويش..
ولهذا كان يبدو كمن يسبح عكس التيار، فتتقلب به الأمواج كما يحلو لها.
في بدء حياته لم تكن له علاقة بالدين ولا بالكنيسة.. بل كان
يبغض كل ما يرتبط بالدين من وصايا وتشريعات معتبرا أنها من قوانين الكبت التي أراد
بها الإنسان أن يضيق بها على حياته.
ولكنه.. وبسبب دراسة كلف بها في حياته الجامعية عن (بولس وأثره
في المسيحية)
[1] أشير هنا إلى قسيس
إنجيلي يُدعى (بات روبرتسون)، وهو معروف باهتماماته السياسية، وتأييده المطلق
لإسرائيل، وهو يمتلك عددا من المؤسسات الإعلامية، من بينها ( نادي الـ 700 ) وهو
برنامج تلفزيوني يصل إلى عشرات الملايين في الولايات المتحدة، إضافة إلى محطة
(البث النصراني) الفضائية التي تصل إلى 90 دولة في العالم بأكثر من 50 لغة، ومنها
إذاعة الشرق الأوسط المتخصصة في التنصير في منطقة العالم العربي، وقد سعى إلى
الترشيح لمنصب الرئيس الأمريكي عام 1988م، ويقف خلف إنشاء أقوى تحالف سياسي ديني
في الحزب الجمهوري وهو التحالف النصراني، وهو يملك جامعة أصولية هي جامعة (بجينت pegent ) وقد ألقى كلاما قبيحا في برنامج ( هانتي وكولمز hannity &
colmes ) والذي بثته قناة ( FOX NEWS ) حيث قال:( كان ـ أي محمد ـ مجرد متطرف ذو عيون متوحشة تتحرك
عبثا من الجنون).. وقوله هذا هو الذي جعلنا نختاره لهذا الفصل.