تأثر ببولس تأثرا شديدا.. وانخرط في الكنيسة بسبب ذلك التأثر.
ولكن اهتمامه بالمسيح لا يعدل اهتمامه ببولس.. ولعل حبه لبولس
يفوق حبه للمسيح.. فهو يعتبره المصحح الأول للمسيحية.. بل يكاد يعتبره المؤسس
لها.. وهو يتصور أن أكبر ما جعل للمسيحية كل ذلك التأثير هو ما وصمه بها بولس من
تفتح.. ويتصور في نفس الوقت أن أكبر ما حال بين سائر الأديان وبين الوصول للدرجات
التي وصلت لها المسيحية هو عدم وجود (بولس) فيها.
بمجرد دخوله ابتدرته الجماعة قائلة: ما الذي فعلت!؟.. ما نسبة
نجاحك!؟.. هل هناك نتائج إيجابية!؟
نظر إليهم بغضب شديد، وقال: لا يمكن لأولئك الصعاليك أن
يفهموني، أو يفهموا المنطق الذي أفكر به.. ولهذا من المستحيل أن تكون هناك نتائج
إيجابية مع أمثال هؤلاء..
ثم توجه إلى الجماعة قائلا: إنكم في تعاملكم معهم كمن يريد أن
يبني قصورا على رمال شاطئ عظيم الأمواج.
ثم التفت إلى الجماعة، وقال: لا أرى أن تضيعوا وقتكم بسماع شريط
الأحداث، فلن يرضيكم ما وقع من أحداث.
قال رجل من الجماعة: لا يهمنا أن نرضى أو لا نرضى، المهم هو أن
نعرف الأسلوب الذي يفكر به هؤلاء.. فلا يمكن أن نواجه خصما لا نعرفه.
قال بات روبرتسون: ولكنكم قد تحترقون.. أو قد يجرفكم تيارهم..
فالسباحة في وجههم خطيرة..
ثم قال بينه وبين نفسه: سلوني أنا.. أنا الذي رفضت الكل، ولم
يستطع أحد أن يستوعبني كاد هؤلاء الصعاليك أن يجرفوني إلى مستنقعاتهم.
لم تلتفت الجماعة إلى قوله.. بل ابتدر أخي.. ووضع القرص في
القارئ.. وبدأ شريط