قال بات روبرتسون: نعم.. كما نتعرف على الأستاذ من خلال
تلاميذه، نتعرف على محمد من خلال أتباعه.. من خلال من يذكرون أنهم في حياتهم جميعا
يمارسون سنته، ويتبعون هديه.
قال الحكيم: ولكن التلاميذ قد ينحرفون عن منهج أستاذهم، أو قد يفهمون
أستاذهم خطأ.. فلذلك نحتاج إلى الرجوع إلى الأستاذ نفسه.
قال بات روبرتسون: وكيف نرجع إلى محمد، وقد طواه الثرى[1]؟
قال الحكيم: لقد كان لمحمد a ورثة أوفياء لم يتركوا صغيرة ولا كبيرة من
حياته إلا سجلوها.. فلذلك ـ نحن المسلمين ـ لا نرى محمدا إلا كما يرى بعضنا بعضا،
فهو حي بيننا نعيش معه، ونسمع كلامه، ونتنعم بهديه.
قال بات روبرتسون: ولذلك حكمت على نبيكم من خلالكم.
قال الحكيم: ذلك خطأ، فنحن مع حبنا لنبينا وتعظيمنا له لا نرقى
لأن نمثله.. محمد a
لا يمثله إلا محمد a.
سكت الحكيم قليلا، ثم قال: دعنا من هذا الجدل.. ولنعتبر ما
ذكرته صحيحا.. ولا نريد منك إلا أن تثبته.
قال بات روبرتسون: لن يكلفني عنتا إثباتي لما ادعيته، فكل شيء
يدل عليه.. يكفيك فقط أن تقارن بين المسيحية وبين الإسلام لترى التطرف في الإسلام
وفي محمد في أرقى
[1] ذكرنا هذا مراعاة
للجانب الفني، أما الحقيقة، فهي أن أجساد الأنبياء ـ عليهم السلام ـ لا يأكلها
التراب، وقد ورد في الحديث الصحيح قوله a:( إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه النفخة،
وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي، فقال رجل: يا
رسول الله، كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ ـ يعنى بليت ـ فقال: إن الله حرم على
الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) رواه أحمد والدارمي وابن ماجة والنسائي.. وغيرهم.