قال: كثيرون هم.. منهم يوحنا الدمشقي، وتلميذه أبو قره، ويوحنا
النقيوسي، ويحى بن عدي.. ومنهم ثيوفانس المعترف، ونيقتاس البيزنطي، وجرمانوس..
ومنهم ايزدور الأشبيلي، وأولوخيو، وبول الفارو.. ومنهم بدرودي الفونسو، وسان بدرو
باسكوال، وريكولدو دي مونت كروس، ورامون مارتي، وريموندلول، ووليم الطرابلسي،
ووليم الصوري، ووليم آدم، وجاكيوس دي فتري، وهامبرت الروماني، وفيد ينزو أوف
بافيا.. وغيرهم كثير.
قال ذلك، ثم أخرج كتابا ضخما، وقال: انظر على سبيل المثال هذا
الكتاب.. إنه يسمى المشروع الكلوني، وهو أول وأكبر مشروع استشراقي هدف بالدرجة
الأولى إلى تفنيذ الإسلام[1].
إن هذا المشروع يصح أن يطلق عليه بأنه المشروع الغربي الأكبر
لتشويه صورة الإسلام.
قلت: متى كان هذا، ومن تبناه؟
قال: لقد تأسس هذا المشروع سنة 1143 م، وهو يُنسب إلى دير كلوني
في جنوب فرنسا ـ الذي تأسس سنة 910م ـ ومنه انبثقت حركة لإصلاح الحياة الرهبانية
عُرفت في التاريخ الأوربي باسم (حركة الإصلاح الكلونية) التي لم تلبث أن أسهمت في
تقوية الجهاز الكنسي في الغرب الأوربي.
لقد تم في سنة 1122 اختيار رئيس جديد لدير كلوني هو الراهب بيير
موريس دي مونتبوسيير، الذي أطلق عليه معاصروه لقب بطرس المكّرم.
لقد علم هذا الراهب المحترم من بعض المترجمين بوجود رسالة
لنصراني شرقي تدافع عن النصرانية وتهاجم الإسلام مكتوبة باللغة العربية، وعرف منهم
مضمونها، فقرر القيام
[1] استفدنا المعلومات
الواردة هنا من مقال علمي بعنوان: العدوان الفكري الغربي على الإسلام وعلى نبيه محمد
عليه الصلاة والسلام، بقلم : أ.د. علي بن محمد عوده.. وهو موجود على النت في مواقع
مختلفة.