فتح المؤرخ الكتاب الضخم على جزء من أجزائه، وقال: هذا الجزء
على سبيل المثال نتاج لذلك المشروع .. إنه ترجمة للقرآن إلى اللغة اللاتينية، وهي
احدى الترجمات التي أصبحت تُعرف في أوربا باسم المجموعة الطليطلية، وقد قام بها
مترجم انجليزي يسمى روبرت أوف كيتون.
لقد قام روبرت بترجمة ذكية لمعاني القرآن، كان لها تأثيرها
الجيد في صياغة العقيدة الغربية الحاقدة تجاه محمد ودين محمد.
سأقرأ عليك بعض ما جاء في مقدمته.. لقد أطلق عليها بذكائه الحاد
اسم (تمهيد عن الخرافة الإسلامية المسماة بالقرآن).. اسمع..
أخذ يقرأ من المخطوط بصوت عال، وكأنه تقمص شخصية كاتبها:(أنا
كشفت عن شريعة محمد بيديّ، وجلبتها إلى خزينة اللغة الرومانية، الأمر الذي سوف يساعد
رسالة المسيح المخلّص على الانتشار وتخليص الجنس البشري من هذا الإثم ـ الإسلام
ـ.. ذلك أن دكاترة الكنيسة أهملوا تلك الهرطقه الكبرى ـ يقصد الإسلام ـ لتصل وتصعد
إلى شئ ضخم جداً ومفرط لمدة خمسمائة وسبع وثلاثين سنة، لأنها مهلكة وضارة، بسبب أن
الزهرة من تلك العقيدة المتعصبة الفاسدة، مجرد غطاء فوق عقرب، تحول دون أن تلفت
الأنتباه إليه، وتُحطِّم بالخداع قانون الدين المسيحي)
التفت إلي، وقال: اسمع أنه يقول مخاطباً بطرس المكرَّم:(ولذلك
قمت بالعمل معك لما علمت أن نفسك مجتهدة في سبيل كل شيء صالح، وأنك تتوق إلى ردم المستتنقع
غير الخصب للعقيدة الإسلامية.. لذلك أنا كشفت عن السُّبل والوسائل ـ بكل جهدي ـ
للوصول إلى ذلك.. وهكذا أنا أحضرت الخشب والحجارة اللازمة لعمارتك الجميلة التي
يجب أن تنتصب فوق الجميع خالدة، أنا كشفت الغطاء عن دخّان محمد الذي يجب أن يُخمد
بواسطة