أما أولهما، فمصر.. لقد قال نبينا a يوصينا بمصر، وبأهل مصر:(إذا فتحتم
مصر فاستوصوا بالقبط خيرًا، فإن لهم ذمة ورحمًا)[1]، وفي حديث آخر قال رسول الله a:(ستفتحون أرضًا يذكر فيها القيراط[2]، فاستوصوا بأهلها خيرًا فإن لهم
ذمة ورحمًا)[3]
ومنذ أوصى النبي a بهذه الوصية، وأهل مصر ينعمون بسماحة الإسلام ورحمة الإسلام،
فلم تمتد إليهم يد تؤذيهم، ولا لسان يجرحهم، بل تحول المصريون إلى حماة للإسلام،
ومدافعين عنه، بل أصبحت مصر بعد فترة وجيزة عاصمة الإسلام.
قارن هذا بما فعله أهل دينك بالمصريين الذين لم يفرحوا بشيء كفرحهم
بالفتح الإسلامي.
قال رجل من القوم: هذا هو النموذج الأول.. ونحسب كل الأدلة معك
فيه، فلا يزال الأقباط المصريون أكبر شاهد على مدى تسامح الإسلام مع المصريين في
جميع فترات تاريخه، فحدثنا عن النموذج الثاني.
قال الحكيم: النموذج الثاني هم اليهود..
هنا انتفض بات روبرتسون انتفاضة شديدة، فقد كان يحن لليهود أكبر
من حنينه للمسيح نفسه، وقال: أتذكر اليهود.. وتنسى ما فعل نبيكم باليهود[4].
قال الحكيم: لن أتحدث عن موقف قومك من اليهود، فأنت أدرى الناس
به.. ولكني سأحدثك عن موقف نبينا a..
ولو تأملت المعاهدات التي صدرت عن النبي a لوجدتها عين التسامح والموادعة