والمساواة، ومن هذه المعاهدات إعلان دستور المدينة الذي اشتمل
على سبع وأربعين فقرة، ومما ورد فيها من الحديث عن اليهود: (إن اليهود ينفقون مع
المؤمنين ما داموا محاربين).. و(وإن ليهود بني ثعلبة مثل ما ليهود بني عوف إلا من
ظلم وأثم، فإنه لا يوتغ إلا نفسه[1]وأهل بيته).. و(إن على اليهود
نفقتهم، وعلى المسلمين نفقتهم، وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وإن
بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم)[2] .. و(إذا دعوا إلى صلح يصالحونه
ويلبسونه فإنهم يصلحونه ويلبسونه، وإنهم إذا دعوا إلى مثل ذلك، فإن لهم على
المؤمنين إلا من حارب في الدين).. و(إن يهود الأوس مواليهم وأنفسهم على مثل ما
لأهل هذه الصحيفة مع البر المحض من أهل هذه الصحيفة، وإن البر دون الإثم لا يكسب
كاسب إلا على نفسه، وإن الله على أصدق ما في هذه الصحيفة وأبره).. و(إنه لا يحول
هذا الكتاب دون ظالم أو آثم، وإنه من خرج آمن ومن قعد آمن بالمدينة، إلا من ظلم
وأثم، وإن الله جار لمن بر واتقى، ومحمد رسول الله a)[3]
وقد حافظ رسول الله a على ما اقتضته هذه المعاهدة إلى أن خانوها بأنفسهم، فلقوا إثم
خيانتها[4]..
لقد كانت أفواه اليهود في ذلك الوقت تلقي بسمومها على رسول الله
a
والمسلمين.. ومع ذلك لم يكن المسلمون ولا رسول الله a يقابلونهم إلا بالجدال بالتي هي
أحسن، أو غض الطرف عما يقولون.
[2]هذه النفقة في الحرب
خاصة، شرط عليهم المعاونة له على عدوه، ولهذا كان a يسهم لليهود إذا غزوا مع المسلمين
لهذا الشرط الذي شرط عليهم من النفقة، ولولا هذا لم يكن لهم في غنائم المسلمين
سهم.
[3] هذه المعاهدة ورد ذكرها
في كتاب الأموال لأبي عبيد ص 292 - 295 والأموال لابن زنجويه 2 / 466 - 470 وسيرة
ابن هشام 2 / 92 والروض الأنف 4 / 293 ومجموعة الوثائق السياسية من ص 41 - 50.
[4] انظر تفاصيل الخيانة
وآثارها في فصل (حروب) من هذه الرسالة.