(هل صليت معنا حين صلينا)؟ قال: نعم. قال: (اذهب، فإن الله
تعالى قد عفا عنك)[1]
الحياة
التفت الحكيم إلى الحاضرين، وقال لبات روبرتسون: أترى هؤلاء
الحاضرين؟
قال الحكيم: أعمى أنا.. أو متطرف أنا.. إن لم أكن أراهم.
قال الحكيم: أنت ترى بأن لكل واحد من هؤلاء حياته الخاصة،
وأسلوب تفكيره، وما يحب، وما يبغض.. وكل هؤلاء لا يحب لأحد من الناس أن يتدخل في
خصوصياته.
قال بات روبرتسون: نعم.. ما علاقة هذا بما نحن فيه؟
قال الحكيم: ألست ترى بأن أخطر تطرف هو أن نفرض على الناس
أسلوبا معينا في الحياة؟
قال بات روبرتسون: أجل.. وذلك ما فعله الإسلام.
قال الحكيم: بل ذلك ما يريد قومك أن يفرضوه بكل الطرق، ثم
يعتبرون من يقع أسيرا للأنماط التي يريدون فرضها للحياة وللأحياء حرا.. ويعتبرون
المتحرر منها متطرفا.
قال بات روبرتسون: لم أفهم ما الذي تقصده؟
قال الحكيم: لقد سمى النبي a العصر الذي نحن فيه عصر استبداد،
فقال:(تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم
تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها،
ثم تكون ملكا عضوضا فتكون ما شاء الله، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم ملكا جبرية
ثم تكون خلافة على منهاج النبوة)[2]