عن أصناف المأكولات والمشمومات والملبوسات.. وأنت لا يهمك ما
يحويه ذلك من مضار ومنافع.. ولكن يهمك الكسب الذي ينال قناتك لتظل تؤدي رسالتها.
سكت قليلا، ثم قال: ليس هذا فقط.. بل لعلك كنت تشهر لأصناف
السجائر..
قاطعه بات روبرتسون، وقال: فلنفرض حصول ذلك.. ألسنا نضع أسفل
الإشهار عبارة (مضر بالصحة)
ابتسم الحكيم، وقال: وما تجدي تلك العبارة..
قال بات روبرتسون: يراها ناس فينفرون من السجائر.. فيحقق
الإشهار عكس هدفه.
قال الحكيم: فضعوا نفس الإعلان في كل ما تشهرونه.. فأنت تشهرون
كل شيء حتى الخنا والفجور تدعون إليه صباح مساء.. لتجعلوا حياة الناس موضوعة في
قالب حديدي ختم عليه الشيطان لا يستطيعون منه فكاكا.
قال بات روبرتسون: ولكن الإسلام حين يقيد الناس بتلك التوجيهات
يملؤها بالضيق.
قال الحكيم: لقد ذكرت لك أن الإسلام يتيح لكل إنسان حياته الحرة
النظيفة.. فهو لا يتدخل في كل ما يستجم به الناس من أصناف اللهو واللعب بشرط واحد،
وهو أن لا تكون مضرة بهم أو بمجتمعهم أو بحقيقتهم الإنسانية ووظيفتهم التي أرسلوا
للأرض من أجلها.
سكت قليلا، ثم قال: لعل السبب في حكمك على الرسول a بالتطرف هو ما تراه من بعض
المسلمين من عبوس وتجهم، ويعتبرون ذلك دينا.
قال بات روبرتسون: ذلك صحيح.. ألا تعتبر ذلك كافيا في الحكم
بالتطرف؟
قال الحكيم: لقد ذكرت لك أنه لا يحكم على أحد إلا من خلال
تصرفاته.. ولذلك، فلنرجع إلى رسول الله a وما تنص عليه كتب السنة والسيرة لنرى مدى صدق ارتباط ذلك برسول
الله a.
لقد حدث زيد بن ثابت وقد طُلب إليه أن يحدثهم عن حال رسول الله
a، فقال: كنت