ويروى أن أم أيمن جاءت إلى النبي a، فقالت: إن زوجي يدعوك، فقال a:( ومن هو؟.. أهوالذي بعينه بياض[2]؟)، قالت: والله ما بعينه بياض!
فقال a:(بلى إنّ بعينه بياضاً)، فقالت: لا،
والله، فقال a:(ما من أحد إلا بعينه بياض)[3]
قال بات روبرتسون: ولكن الإسلام مع ذلك يحرم الغناء.. مع أن
النفس الشريفة ترغب فيه.
قال بات روبرتسون: النفس الشريفة والنفس الخبيثة ترغب فيه..
فلذلك أباح الإسلام ما تطلبه النفس الطيبة، ونهى عما تطلبه النفس الخبيثة.
لقد تعامل الإسلام مع الغناء كما تعامل مع الطعام والشراب وكل
شيء.. فأباح الطيبات وحرم الخبائث.. وهو لم يحرمها لأجل ما فيها من متعة، وإنما
حرمها لأجل ما فيها من ضرر.. فالإسلام لا يضاد الرغبات التي لا تعقب ألما..
لقد نص الله تعالى على قاعدة هذا، فقال:﴿ قُلْ مَنْ
حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ
الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً
يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ (لأعراف:32)
قال بات روبرتسون: ولكن الفقهاء يخالفونك في كل ذلك؟
قال الحكيم: ديننا نأخذه من نبينا قبل أن نأخذه من أقوال
الفقهاء.. بل إن أقوال الفقهاء نحاكمها إلى أحاديث نبينا، فإن وافقته قبلناها،
وإلا رفضناها.