بني النضير.. وهذه غزوة بني المصطلق.. وهذه غزوة الخندق.. وهذه
غزوة بني قريظة.. وهذه غزوة الحديبية.. وهذه غزوة خيبر.. وهذه غزوة عمرة القضاء..
وهذه غزوة فتح مكة.. وهذه غزوة حنين.. وهذه الطائف.. وهذه غزوة تبوك.
لقد بلغت غزوات محمد التي غزا فيها بنفسه تسعاً وعشرين غزوة..
أما سراياه.. أي الغزوات التي لم يقُدها بنفسه، بل أرسل إليها بعض أصحابه، فعددها
تسع وأربعون. وقيل إنها تزيد على سبعين[1]..
هل يمكن لنبي أن يفعل هذا.. هل يمكن لنبي أن يخوض كل هذه
الحروب..!؟
تأملوا حياة المسيح المتسامح.. وقارنوها بحياة هذا النبي
المقاتل.. بل الذي لا يهدأ عن الحرب.
عودوا إلى الكتاب المقدس ذلك الكتاب المملوء بالسلام .. وأحرقوا
تلك المصاحف التي كتبها لكم محمد، ليأمركم من خلالها أن تقاتلوا الناس كافة.
قام بعض الجمع غاضبا، وهو لا يكاد يسمع صوت الحكيم الذي أمرهم
بالهدوء، فقام دوج يحتمي بالحكيم، ويقول: إن ما تفعلونه هو الإرهاب.. فمحمد الذي
تتبعونه.. وتركتم له عقولكم هو الذي جعلكم إرهابيين تريدون أن تقمعو الفن النبيل
بالسلاح الذي لم يعلمكم محمد غيره.. لأنه لم يكن لديه إلا السلاح.. ولم يكن يمارس
في حياته غير الإرهاب.
قال الحكيم: مهلا ـ يا أخي ـ لا ينبغي أن تصب الزيت في النار،
فتحرقهم، وتحرق نفسك.
قال دوج: بل ينبغي أن أصبها حتى أحرق ذلك
الذوبان في محمد.. والذي جعلهم
[1] عدد غزوات رسول الله a التي
غزاها بنفسه بناء على ما ذكره ابن إسحاق 27 غزوة وبعوثه وسراياه 38، قال الطبري:
وكانت غزواته بنفسه ستاً وعشرين غزوة.. والكلام المثبت في الأصل بناء على
المزاعم التي يزعمها المسيحيون في كتبهم ومواقعهم.