وقد فند هذه الآية كل قول، وفصلت في الموقف بالحق، فقد صرحت بأن
الضجة التي افتعلها المشركون لإثارة الريبة في سيرة المقاتلين المسلمين لا مساغ
لها، فإن الحرمات المقدسة قد انتهكت كلها في محاربة الإسلام، واضطهاد أهله.
ألم يكن المسلمون مقيمين بالبلد الحرام حين تقرر سلب أموالهم
وقتل نبيهم؟ فما الذي أعاد لهذه الحرمات قداستها فجأة، فأصبح انتهاكها معرة
وشناعة؟
ثم إن المسلمين لم يبدأوا القتال، ولم يبدأوا العدوان.. بل إن
المشركين هم الذين وقع منهم الصد عن سبيل الله، والكفر به وبالمسجد الحرام.. لقد
صنعوا كل كبيرة لصد الناس عن سبيل الله:
لقد كفروا بالله وجعلوا الناس يكفرون، وقد كفروا بالمسجد
الحرام، وانتهكوا حرمته؛ فآذوا المسلمين فيه، وفتنوهم عن دينهم طوال ثلاثة عشر
عاماً قبل الهجرة، وأخرجوا أهله منه،