التفت إلى دوج، وقال: أخبرني عن جنود الحضارة.. ماذا فعلوا
بسيوفهم وبنادقهم ومدافعهم وأسلحتهم التي تنشر الدمار في كل مكان!؟
إن كنت لا تعرف الإجابة، فاذهب إلى كل مكان وطئه الاستعمار لترى
الإرهاب الحقيقي..
أمن المنطق أن تعتبر الذي يحمل السلاح ليدافع به عن نفسه وعن
حريته وعن دينه وعن المستضعفين إرهابيا، ولا تعتبر المعتدي الظالم إرهابيا.. إن
هذا المنطق لا يمكن أن يحمله إنسان يحترم عقله وإنسانيته.
لقد نزلت هذه الآيات بعد وقعة سرية عبد الله بن جحش في شهر
شعبان سنة 2 هـ..
قاطعه دوج، وقال: أرأيتم.. ها هو الإسلام يتبدل كما تتبدل
الحرباء.. ففي مكة حاول أن يظهر بمظهر المسالم اللطيف.. وحاول محمد حينها أن يتقمص
شخص المسيح.. ولكنه ما إن وجد العصابة التي تلتف حوله حتى راح يتخلى عن جميع
مبادئه، ليظهر بصورته الحقيقية[1].
ابتسم الحكيم، وتوجه له قائلا: هل ترى من العقل أن تلبس معطفك
الشتوي الذي
[1] من المؤسف أن نجد مثل
هذه الشبهة مما يملأ الكتب والمواقع التبشيرية، بل يقوله ناس لهم حظ كبير من
القداسة في مجتمعاتهم.. ولسنا ندري بأي عقل يفكر هؤلاء.