responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 464

فانضحوهم بالنبل).. وسر ذلك هو أن الرمي يكون أقرب إلى الإصابة في هذه الحالة.

ومن ذلك نهيه a عن سل السيوف إلى أن تتداخل الصفوف، قال a: (ولا تسلوا السيوف حتى يغشوكم)

ومن ذلك أمره a الصحابة بالاقتصاد في الرمي، قال a:(واسْتَبْقُوا نَبْلَكم)[1]

بالإضافة إلى ذلك كله، فإن النبي a لم يضييع أي فرصة يمكنه الاستفادة منها في كسب المعركة.. فهو a لم يهمل حتى فرصة الاستفادة من الظروف الطبيعية أثناء قتال العدو، ومن ذلك ما فعله a قبل بدء القتال يوم بدر، حيث أصبح ببدر قبل أن تنزل قريش، فطلعت الشمس وهو يصفهم فاستقبل المغرب وجعل الشمس خلفه فاستقبلوا الشمس.

وهذا يدل على حسن تدبيره a واستفادته حتى من الظروف الطبيعية لما يحقق المصلحة لجيشه، وإنما فعل ذلك لأن الشمس إذا كانت في وجه المقاتل تسبب له عَشا البصر، فتقل مقاومته ومجابهته لعدوه.

قال دوج: لقد تخلى محمد إذن عن ربانيته ونبوته في هذه الغزوة ليلبس لباس القائد العسكري.

قال الحكيم: إن كل لباس يلبسه محمد a هو لباس ناتج عن نبوته.. فالنبوة لا تعني ما تتصوره من السلبية أو الأسطورة أو الارتباط المجرد بعالم الغيب.. النبوة أكمل من ذلك بكثير..

فالنبي هو الإنسان الذي أهله الله لأن يصير نموذجا للإنسان الكامل الذي يريده الله[2].

وبما أن من البشر قادة وجنودا.. فالله تعالى بحكمته يعرض النبي لهذه المواقف جميعا حتى يكون نموذجا تطبيقيا للكمال في هذه الجوانب.


[1] رواه البخاري.

[2] انظر التفاصيل الكثيرة المرتبطة بهذا في رسالة (النبي الإنسان) من هذه السلسلة.

نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 464
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست