لقد كان هدف المنافقين من هذا بث الهزيمة النفسية في قلوب
المؤمنين وتحطيم معنوياتهم.. ولكن الله علمهم أن من رحمة الله بهم أن لا يدخل
هؤلاء ساحة المعركة.
لقد اقتضت حكمة الله أن يمحص الله الجيش ليظهر الخبيث من الطيب،
حتى لا يختلط المخلص بالمغرض، والمؤمن بالمنافق، قال تعالى:﴿ مَا كَانَ
اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ
الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ
وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ
وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179)﴾ (آل عمران)
في ذلك الموقف الشديد تميز المخلصون من المنافقين.. في ذلك
الموقف حاول عبد الله بن حرام إقناع المنافقين بالعودة فأبوا، فقال: يا قوم أذكركم
الله ألا تخذلوا قومكم ونبيكم عندما حضر من عدوهم، فقالوا: لو نعلم أنكم تقاتلون
لما أسلمناكم، ولكنا لا نرى أن يكون قتال، فلما استعصوا عليه وأبوا إلا الانصراف
عنهم قال: أبعدكم الله، أعداء الله، فسيغني الله عنكم نبيه.
قال رجل من الجمع: إن ما تذكره من عدم حصول نزاع داخلي بين
المسلمين مع توفر جميع دواعيه يدل على أن كل النزاعات التي تحصل الآن بين المسلمين
ليس لها أصل في الإسلام.
قال الحكيم: أجل.. فإن المسلمين في ذلك الحين كانوا يسمعون
المنافقين بل كانوا