responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 485

ابتسم الحكيم، وقال: إن أردت بالدينية أنها تحكم القيم الدينية، فذلك صحيح، فقيم الحرب الدينية في الإسلام تختلف عنها في اليهودية … أما إن أردت بالدينية الحرب التي تسعى لنشر الدين، فأنت تعلم، وكل الناس يعلمون أن النبي a في هذه الغزوة لم يخرج إلا مكرها للدفاع عن المجتمع الذي أسسه.

سكت قليلا، ثم التفت إلى الجمع، وراح يواصل حديثه عن أحداث غزوة أحد، قال: في منتصف الطريق انخذل عن المسلمين عبد الله بن أبي بن سلول ومعه ثلاثمائة من المنافقين ـ كما ذكرت لكم ذلك من قبل ـ فبقي عدد المسلمين سبعمائة رجل فحسب، ثم مضى الرسول a حتى وصل إلى ساحة أحد، فجعل ظهره للجبل ووجهه للمشركين، وصف الجيش، وجعل على كل فرقة منه قائدا، واختار خمسين من الرماة، ليحموا ظهر المسلمين من التفاف المشركين وراءهم، وقال لهم: (احموا ظهورنا، لا يأتونا من خلفنا، وارشقوهم بالنبل؛ فإن الخيل لا تقوم على النبل، إنا لا نزال غالبين ماثبتم مكانكم، اللهم إني أشهدك عليهم)

ثم ابتدأ القتال، وكان النصر الكامل حليف المسلمين في البداية.. لكن بعض المسلمين اغتروا بذلك، فراحوا ينغمسون في أخذ الغنائم التي وجدوها في معسكر المشركين، ورأى ذلك من وراءهم من الرماة، والذين كلفوا بحماية ظهر المسلمين، فقالوا: ماذا نفعل وقد نصر الله رسوله؟ ثم فكروا في ترك أمكنتهم لينالهم نصيب من الغنائم، فذكرهم رئيسهم بوصية الرسول a، فأجابوا بأن الحرب قد انتهت، ولا حاجة للبقاء حيث هم.

قال دوج مقاطعا الحكيم: أرأيتم المسلمين، وشوقهم للغنائم؟

قال الحكيم: المسلمون بشر.. وفيهم من شهوات البشر وحرصهم ما فيه، ودور الدين هو أن يضبطهم ويربيهم لا أن يقمعهم أو يقمع ما جبلوا عليه من فطرة.

وقد كان هذا الحدث على الخصوص من تقدير الله الذي يرتبط بتربية المسلمين في كل الأجيال عبر تربيته لذلك الجيل.

نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 485
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست