responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 488

قال الحكيم: إن عدم قتله مع توفر الدواعي لذلك أكبر انتصار..

قالت الجماعة: فهل ثبت محمد في ذلك الموقف الشديد؟

قال الحكيم: أجل.. ومن يثبت إن لم يثبت محمد a بأبي هو وأمي.. لقد ثبت وثبت معه رجال لا تزال الأمة تسبح بالثناء عليهم.. فهم قدوة كل جيل في التضحية والفداء والإيثار..

منهم أبو دجانة، الذي تترس على الرسول a ليحميه من نبال المشركين، فكان النبل يقع على ظهره.

ومنهم نسيبة أم عمارة الأنصارية، التي تركت سقاء الجرحى، وأخذت تقاتل بالسيف، وترمي بالنبل، دفاعا عن رسول الله a حتى أصابها في عنقها، فجرحت جرحا عميقا، وكان معها زوجها وابناها، فقال لهم الرسول a: (بارك الله عليكم أهل بيت) فقالت له نسيبة: ادع الله أن نرافقك في الجنة، فقال: (اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة) فقالت بعد ذلك: (ما أبالي ما أصابني من أمر الدنيا) وقد قال a في حقها: (ما التفت يمينا وشمالا يوم أحد، إلا ورأيتها تقاتل دوني) وقد جرحت يومئذ اثني عشر جرحا، ما بين طعنة برمح وضربة بسيف.

التفت الحكيم إلى دوج، وقال: إن بروز مثل هذه النماذج.. والتي لو لم يحصل ذلك الموقف ما ظهرت.. دليل على أن النصر الذي تحقق في أحد نصر لا يمكن تصور حدوده.. لقد ظلت هذه المواقف وغيرها درسا يستفيد كل من يقدم روحه في سبيل الله لنصرة الحق والدفاع عن المستضعفين.

قالت الجماعة: فماذا فعل محمد؟

في ذلك الموقف الشديد، أعطى رسول الله a اللواء لعلى بن أبي طالب بعد مقتل حامله مصعب بن عمير.. ثم استطاع رسول الله a أن يشق الطريق إلى جيشه الذي طوقه المشركون من كل جانب، فأقبل إليهم فعرفه كعب بن مالك ـ وكان أول من عرفه ـ فنادي بأعلى صوته‌:‌ يا معشر المسلمين أبشروا، هذا رسول الله a، فأشار إليه a أن يصمت حتى لا يعرف

نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 488
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست