قمم الجبال، وأخذوا يغيرون على الطرق التي يتردد عليها
المسافرون، فيسلبون الناس، وينهبون بضائعهم ويقتلون كل من يُبدي مقاومة. وحل الخوف
من محمد وأصحابه بجميع الناس الذين يقطنون بتلك البلاد)
وقد كان هذا الراهب أحد الكتّاب الغربيين الذين تلقّفوا القصة
المختلقة على محمد مع زينب بنت جحش، والتي اخترعها يوحنا الدمشقي وصاغها بشكل
داعر، ومما قاله فيدينزو:(كان هناك رجل معروف يُدعى سايدوس ـ زيد ـ وكان له زوجة
تُدعى سيبيب ـ زينب ـ كانت من أجمل النساء الجميلات اللائي عشن على الأرض في
أيامها، فسمع محمد بشهرة جمالها، واشتعل بالرغبة فيها، وأراد أن يراها، فجاء إلى
منزل المرأة في غياب زوجها، وسأل عن زوجها. هي قالت: يارسول الله، ما ذا تريد،
لماذا أنت هنا؟ زوجي ذهب إلى الخارج في العمل، هذا لم يكن مخفياً عن زوجها، هو
عندما عاد إلى بيته، قال لزوجته: هل كان رسول الله هنا؟ هي أجابت: هو كان هنا، هو
قال هل رأى وجهك؟ هي أجابت: نعم هو رآه، وهو أيضاً سهّرني وقتاً طويلاً، هو قال
لها: أنا لا أستطيع أن أعيش معك وقتاً أطول من هذا..)
نظر إلي، وقال: أرأيت ما أذكاه..
سرنا قليلا، فرأينا صورة أخرى، فقال: هذه صورة الراهب (ريكولدو
أوف مونت كروس) المتوفى سنة 1320، وقد جاء إلى عكا سنة 1289 وانتقل منها إلى آسيا
الصغرى، ومنها إلى الشرق حيث وصل إلى مراغة في رحلة تبشيرية، ثم جاء إلى الموصل وإلى
بغداد. ثم عاد إلى دير مونت كروس.
وقد صنّف هذا الرجل الفاضل عدة كتب يهاجم فيها الإسلام منها
كتاب سماه (دحض القرآن).. ومما جاء فيه قوله:(إن الإسلام مجرد خدعة شيطانية
ابتدعها الشيطان كي يمهد الطريق لمجئ المسيح الدجّال، وذلك حين شعر الشيطان بعدم
قدرته على إيقاف انتشار المسيحية، وأن الوثنيات بدأت تتهاوى أمام المسيحية، وأنه
ليس في مقدوره دحض شريعة