في تلك الليلة بات المسلمون في المدينة
يحرسون أنقاب المدينة ومداخلها، ولكن المشركين اكتفوا بما حققوه، ولم يطمعوا في
المزيد.
سرية أبي سلمة:
أشار الحكيم إلى سيف آخر، ثم قال: لعل صديقنا الفنان يشير بهذا
السيف إلى سرية أبي سلمة..
سكت دوج، فقال الحكيم: لقد كان من آثار النصر الخفي الذي وهبه
الله للمؤمنين في أحد أن أبرز الحاقدون للإسلام عن أنيابهم.. وكان منهم بنو أسد بن
خزيمة.. وكان لذلك إرسال هذه السرية.
لقد نقلت استخبارات المدينة لرسول الله a أن طلحة وسلمة ابني خويلد يدعون
بني أسد بن خزيمة إلى حرب رسول الله a.
فسارع رسول الله a إلى بعث سرية قوامها مائة وخمسون مقاتلاً من المهاجرين
والأنصار، وأمر عليهم أبا سلمة، وعقد له لواء، فباغت أبو سلمة بني أسد بن خزيمة
في ديارهم قبل أن يقوموا بغارتهم، فتشتتوا في الأمر، وأصاب المسلمون إبلا وشاء لهم
فاستاقوها، وعادوا إلى المدينة سالمين غانمين لم يلقوا حرباً.
قال دوج: فقد عاد المسلمون إلى النهب.
قال الحكيم: هذا ليس نهبا.. بل هو من الغنائم المشروعة في
الحروب.. وليس الغرض منها إلا ردع الوساوس التي قد لا يردعها إلا حرصها على الحياة
والمال.