يشاء.. ومن لم يكن له عقل يميز به الحقائق من الأباطيل، وأهل
الضلال من أهل الهداية.. فلا أرغب في سماعه لحديثي.. لسبب بسيط، وهو أنه لن
يفهمه.. وإذا فهمه، فلن يتقبله.
اجتمعت جموع كثيرة حوله، وكان من بينها تلك الجماعة التي أسلمت
حديثا، وفي ذلك المحل الذي أتيح لحرية التعبير.
بدأ أخي حديثه بما تعودته منه من طرق الاستفزاز، فهو يتصور أن
هذا الأسلوب هو الأسلوب الوحيد الذي يمكن أن يبني به ما يشاء، ويهدم ما يشاء.
وقد كان أخي يستخدم هذا الأسلوب في علاقاته جميعا، وقد بنى به
كل ما كان يحلم به من مجد ومن مناصب ابتداء من أول السلم إلى منتهاه.
بعد أن اجتمعت الجموع أخذ أخي يرسل أول قنابله، فقال: لقد سمعت
أنه ـ وقبل أسبوع ـ وقف رجل في هذا الموقف.. وحدث الناس كثيرا عن محمد.. وكان من
نتيجة حديثه أن ألغى البعض عقولهم، وراحوا يسيرون خلف رجل امتلأ ضلالة وخطيئة..
نادى رجل من الجمع بغضب قائلا: من ترميه بالضلال والخطيئة؟
نظر إليه أخي.. ثم قال ببساطة يستفزه: وهل هناك غير محمد!؟.. إن
هذا الوصف لا ينطبق على أحد في الدنيا كما ينطبق على محمد.
غضب الرجل.. وغضب معه كثير من أفراد الجماعة الملتفة بأخي.. بل
قام يعضهم لينزله من ذلك المحل الذي يخطب منه.. فقام رجل من القوم، هو أشبه الناس
بصاحبك (معلم السلام).. بل لعله (معلم السلام) نفسه إلا أني سمعت القوم يسمونه
حكيما.. ولا أزال إلى الآن لا أعرف هذا الرجل، ولا أعرف سر وجوده في كل محل يتعرض
له مقام النبي a
للإساءة.
ولم يكن هذا العجب عجبي فقط، بل كان عجب العصابة جميعا، والتي
عبر بعض أفرادها عن سخطه بقوله:(ما بال هذا المحامي يظهر كل مرة ليحبط جميع
مخططاتنا)