responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 542

لقيتم الذين كفروا فسلموهم رقابهم.. أو تراه يقول لهم:(فانثروا الورود والرياحين في وجوههم)

إن المقام مقام شدة، ولا يردع الشدة مثل الشدة.

لقد أدرك الشاعر الحكيم ذلك، فقال:

ووضع الندى في موضع السيف بالعلا مضر كوضع السيف في موضع الندى

وقال آخر:

والشر إن تلقه بالخير ضقت به ذرعاً وإن تلقه بالشر ينحسم

وقال آخر:

والناس إن تركوا البرهان واعتسفوا فالحرب أجدى على الدنيا من السلم

ومع ذلك، فالقرآن لم يأمر بالقتل فقط، بل أمر معه بالأسر..

انتفض دوج بشدة قائلا: ماذا تقول!؟.. ألا تتحرج من الحديث عن الأسر في الإسلام!؟.. إن الإسلام يأمر بقتل الأسرى، ولا يتعامل معهم بأي رحمة؟

ولن نستطيع أن تجادلني في هذا، فقد قال القرآن كلمته فيها، ففيه:﴿ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (لأنفال:67).. والآية واضحة، فهي تنهى عن الإبقاء على الأسرى، وتأمر بالقضاء عليهم.

ابتسم الحكيم، وقال: أنت تفهم من القرآن ما يحلو لك.. بل أنت تحمل من القرآن من المعاني ما لا يطيق.

سأزيل عنك هذا الوهم..

إن الآية التي ذكرتها لا تفهم إلا في ضوء قوله تعالى:﴿ فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ﴾

نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 542
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست