responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 544

سأضرب لك مثالا عن كيفية تعامل رسول الله a مع بعض أسراه، روى ابن إسحاق عن أبي هريرة أن خيلاً لرسول الله a أخذت أسيرا، ولا يشعرون من هو حتى أتوا به رسول الله a، فقال:(أتدرون من أخذتم؟ هذا ثمامة بن أثال الحنفي)، فربطوه بسارية من سواري المسجد بأمره a لينظر حسن صلاة المسلمين، واجتماعهم عليها فيرق قلبه، فخرج إليه رسول الله a فقال:(ماذا عندك يا ثمامة؟)، قال: عندي خير يا محمد إن تَقْتل تَقْتُل ذا دم، وإن تُنْعِم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت، فتركه حتى كان الغد، ثم قال له:(ما عندك يا ثمامة؟)، قال: ما قلت لك: إن تنعم تنعم على شاكر، فتركه حتى كان بعد الغد، فقال:(ما عندك يا ثمامة؟)، قال: عندي ما قلت لك، فقال:(أطلقوا ثمامة)

فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال: (أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله) ثم قال: والله يا محمد ما كان على وجه الأرض وجه أبغض إليّ من وجهك، وقد أصبح وجهك أحبّ الوجوه إليّ، والله ما كان من دين أبغض إليّ من دينك، فأصبح دينك أحب الدين كله إليّ، والله ما كان من بلد أبغض إليّ من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد إليّ، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى؟ فبشره النبي a بخير الدنيا والآخرة وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة يلبي وينفي الشريك عن الله قال له قائل: صبوت؟ قال: لا، ولكن أسلمت لله رب العالمين مع محمد رسول الله a ولا والله تأتيكم من اليمامة حبّة حنطة حتى يأذن فيها النبي a.

قال دوج: كيف تزعم أن نبيكم يحسن معاملة الأسرى، وقد ذكرت أنه ربطه بسارية من سواري المسجد.

ابتسم الحكيم، وقال: إن هذا الحديث يفهم على ضوء قوله a: (لا تغلوا ولا تمثلوا ولا تغدروا شيخاً فانياً ولا صبياً ولا امرأة)

نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 544
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست