هذه لتقاتل). قال: وعلى المقدمة خالد، فبعث رجلاً، فقال: (قل
لخالد: لا يقتلنَّ امرأةً ولا عسيفًا)[1]
التفت إلى الجمع، وقال: انظر رحمة الجهاد في الإسلام.. حتى
العسيف الذي هو الأجير، فالعمال الأجراء حتى لو حضروا المعركة لايجوز قصدهم
بالقتال إذا كانت خدماتهم لا تتصل بالقتال، فغيرهم ممن لم يحضروا إلى ساحة المعارك
هم أولى بأن تشملهم تلك الحصانة من أن توجه إليهم الأسلحة، ولو كانوا في بلاد
الأعداء.
لقد كانت هذه التعاليم المضمخة بعطر الرحمة توجه لكل جيش أو لكل
سرية يبعثها رسول الله a.. ففي الحديث أن رسول الله a كان إذا بعث جيشاً قال له:(انطلقوا
باسم الله، لا تقتلوا شيخاً فانياً، ولا طفلاً صغيراً، ولا امرأة، ولاتغلوا)[2]
***
بعد أن انتهى الحكيم من حديثه لم يجد (دوج مارلت) ما يقوله..
ولذا سار مطأطئ الرأس، متغير الوجه، خارج ميدان الحرية ليترك الجماعة ملتفة حول
الحكيم تسأله ويجيبها..
التفت إلى أصحابنا المستغرقين في مشاهدة ما حصل في ساحة
الحرية.. فرأيت وجوههم كالحة عابسة عليها غبرة ترهقها قترة.
أما أنا.. فقد تنزلت علي حينها أنوار جديدة اهتديت بها بعد ذلك
إلى شمس محمد a.